تأكيداً لأهمية التعاون الثنائي الوثيق في مجالات البحوث العلمية والتكنولوجيا المشتركة، وقع اليوم سفير الولايات المتحدة ستيفن بيكروفت ومساعد وزير الخارجية المصري فريد منيب على تمديد اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي بين الولايات المتحدة ومصر لمدة خمسة أعوام وذلك بعد أوشك أجل هذه الاتفاقية الناجحة التي تم توقيعها في 1995 واستمرت على مدار عشرين عاماً على الانتهاء.
وقد لعبت هذه الاتفاقية دورا فعالا في نمو الاقتصاد المصري وفي تطور مصر كمجتمع معرفي كما أدت بشكل مباشر لتحقيق تقدم في مجالات الصحة والتطبيقات الزراعية وكذلك حقق تفاهما في مجال الآثار.
وقد صرّح السفير بيكروفت خلال حفل التوقيع الذي استضافته وزارة الخارجية المصرية قائلا “استطاع الباحثون الأمريكيون والمصريون من خلال صندوق التمويل العلمي والتكنولوجي أن يعملوا سويا لمعالجة المشاكل العلمية العالمية وتوصلوا لحلول واقعية وعملية” وأضاف بيكروفت أن “هذه النشاطات القائمة على التعاون المباشر بين الشعوب تعزز العلاقات الثنائية. وقد مكّن هذا الصندوق أكثر من 10 آلاف عالم مصري وأمريكي من العمل على أكثر من 480 مشروع بحثي تعاوني ومن المشاركة في أكثر من 60 ورشة عمل، كما قدم منحا لأكثر من 120 عالما ناشئا لاجراء بحوث في مؤسسات مصرية وأمريكية، ويرتكز تجديد تلك الاتفاقية اليوم على الحوار الاستراتيجي الأمريكي المصري الذي انعقد في الثاني من أغسطس الماضي”
وتشمل بعض أمثلة التعاون العلمي في هذا البرنامج:
1) فوز أحد المستفيدين من منحة صندوق العلوم والتكنولوجيا بالميدالية الوطنية للعلوم: حصل الدكتور مصطفى السيد في عام 2008 على الميدالية الوطنية للعلوم وهي تعد أعلى تكريم أمريكي في مجال العلوم وذلك لعمله في “المواد النانوية” حيث اكتشف أن شكل الجسيمات النانوية يؤثر في النشاط التحفيزي. وقد دعم صندوق العلوم والتكنولوجيا الدكتور السيد والدكتور محمد فودة من المركز القومي للبحوث بالقاهرة في البحوث الأولية المتعلقة بالمواد النانوية بمركبات حامض “الديثيونك”.
2) اكتشافات وادي الحيتان بالفيوم: قدّم صندوق العلوم والتكنولوجيا المصري الأمريكي الدعم للدكتور فيليب جنجريتش، مدير متحف علم الحفريات بجامعة ميشيجان، والدكتور مصطفى فودة بجهاز شئون البيئة المصرية بالقاهرة من أجل القيام بشحن هيكل عظمي لحوت يبلغ طوله 18 مترا إلى جامعة ميتشيجان ليوضع الهيكل تحت الرعاية، ويخضع للدراسة قبل أن يعود إلى مصر. وقد حددت أبحاثهما أيضا أقدم الطبقات الجيولوجية في وادي الحيتان وكشفت أحدث طبقات لحفريات في المناطق الأقل استكشافا في الوادي.
3) تقديم مواد تعليمية لنجاحات طلاب في القطاع الزراعي: تعاون الدكتور دانيال وورنوك بجامعة الينوي بمنطقة أوربانا تشامبين مع كلية الزراعة جامعة القاهرة وأعضاء هيئة التدريس بجامعات أخرى في إنتاج ثلاثة أقراص فيديو رقمية باللغة العربية (مع ترجمة باللغة الإنجليزية) تسلط الضوء على التطبيقات العلمية الحديثة لانتاج الفلفل بالصوبات الزراعية، وطماطم الحقول، و تقنيات زراعة الأنسجة الأساسية. وتعرض أقراص الفيديو الرقمية دراسات الحالة المستكملة وتقدم “رحلات ميدانية افتراضية” لتجربة مرافق الإنتاج الحديثة.
4) براءات الاختراع المصرية المعلقة والخاصة بالصناعة المتقدمة للسيراميك من النفايات: قام علماء المركز القومي للبحوث بالقاهرة وجامعة كونيكتيكت في عام 2008 باحراز المزيد من التقدم في تحويل أبخرة السيليكا المنبعثة من النفايات الصناعية إلى مادة السيراميك المتقدمة بغرض الاستخدام الصناعي وتم تقديم طلب براءة اختراع مصري في عام 2007 لهذا الأمر.
5) حماية المواطنين من خطر الرصاص: يعكف باحثون بجامعتي سينسيناتي والقاهرة على تحسين حياة مواطنين يقطنون بجوار مصنع صهر الرصاص في القاهرة. وقد طور فريق العمل المصري الأمريكي المشترك دورات تدريبية للسلامة من الرصاص بشكل مهني ، كما قاموا بتعليم الباحثين المحليين استخدام محلل الأشعة السينية المحمول للكشف عن مستويات الرصاص في المنازل. وقام الفريق أيضا بتحليل طلاء جديد، واكتشفوا مستويات عالية من الرصاص به. وتم تقديم نتائج بحوثهم في ورشة عمل وسيتم نشرها بصورة مشتركة.
ويعمل صندوق العلوم والتكنولوجيا من خلال مجلس إدارة مشترك يضم ستة أعضاء أمريكيين وستة أعضاء مصريين يمثلون حكومتي البلدين ويرأسه وزير البحث العلمي المصري بالاضافة إلى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون المحيطات والشئون العلمية والبيئية الدولية.
وسيسعى مجلس الادارة المشترك في عام 2015 إلى استكشاف مجالات جديدة للتعاون من أجل توسيع العلاقات خارج نطاق البحوث العلمية الأساسية، وسيركّز البلدان على “الابتكار” وسيدعمان الأنشطة التي تركز على ترجمة البحوث الاساسية الى نشاط تجاري، كإرشاد العلماء الشباب لتطوير مهارات الأعمال وتدريب رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا ليتعلموا المهارات اللازمة لتطوير وتوسيع أعمالهم.
###