تصريحات السفيرة توماس-غرينفيلد في اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الآزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا

بعثة الولايات لدى الأمم المتحدةمكتب الصحافة والدبلوماسية العامةكما ورد17 آذار/مارس، 2022

شكرا لك يا سيدي الرئيس وشكرا للذين تحدثوا على إيجازاتكم اليوم.

قامت روسيا قبل ثلاثة أسابيع بشن غزوها الشامل الغير مشروع وكذلك الغير مبرر والغير منطقي لأوكرانيا وشنت اعتداء على الديمقراطية. وفر الآن أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ من البلاد، مما تسبب في أزمة إنسانية مدمرة يشعر بها جميع أنحاء العالم. إن معظم هؤلاء اللاجئين هم من النساء والأطفال. وقد وضعوا حياتهم في حقائب تُحمل على الظهر وتركوا منازلهم وكل ما يعرفونه وراءهم. كما يعرف العديد منهم أن شوارعهم وشققهم قد تعرضت للقصف وتحولت إلى أنقاض. وتستمر الفظائع لأولئك الذين بقوا في أوكرانيا.

سمعنا للتو المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن 43 مستشفى تعرضت لهجوم روسيا، واقصد 43 مستشفى ومنشأة صحية. أظهر مراسلو وكالة الاسوشييتد بريس (AP) في الميدان للعالم مقبرة جماعية في ماريوبول، كان خندق ضيق ملئ بجثث الأطفال. القت القوات الروسية يوم أمس قنبلة قوية أصابت مسرح ماريوبول كان يختبئ فيه مئات المدنيين. كما كانت كلمة “أطفال” مكتوبة باللغة الروسية خارج المسرح، من الأمام والخلف، بأحرف بيضاء كبيرة يمكن رؤيتها من السماء. لكن القوات الروسية قصفته على أي حال. طلب المسؤولون المحليون من العائلات ترك أقاربهم القتلى ممددين في الخارج في الشوارع، مكشوفين للعالم، لأن القصف والقنابل تشكل خطورة كبيرة على إقامة الجنازات.

لقد التقيت للتو بقادة المجتمع المدني الأوكراني. وأفادوا بأن الجنود الروس قتلوا أفرادا يقفون في طابور الخبز في محاولة للحصول على الطعام من أجل تقديم الغذاء لعائلاتهم. وقد تحدثوا عن الإرهاب، وهو الإرهاب الذي تمارسه روسيا على الشعب الأوكراني في جميع أنحاء أوكرانيا.

ستتم محاسبة روسيا على فظائعها. وهناك طريقة واحدة، أكرر طريقة واحدة، لإنهاء هذا الجنون.

إلى الرئيس بوتين: أوقف القتل. وأسحب قواتك. وأترك أوكرانيا الآن وإلى الأبد.

استمعت يوم أمس إلى خطاب الرئيس زيلينسكي الموجه إلى الكونغرس الأمريكي. وقد تأثرت كثيرا بكلماته وشجاعته وكذلك دعواته للمساعدة والسلام. وأعلن الرئيس بايدن بعد ذلك مباشرة عن 800 مليون دولار إضافية كمساعدات أمنية لتقديم العون إلى أوكرانيا في الدفاع عن نفسها. إن ذلك يعني أكثر من مليار دولار في الأسبوع الماضي وحده. ونحن لا نفعل ذلك بأنفسنا فحسب. إذ أن حلفائنا وشركائنا ملتزمون تماما بزيادة المساعدات إلى الأوكرانيين. ونحن ممتنون لجميع حلفائنا وشركائنا الذين فتحوا حدودهم وقلوبهم ورحبوا باللاجئين الأوكرانيين.

كما سنواصل تقديم الإغاثة الإنسانية لدعم الأشخاص داخل أوكرانيا وأولئك الذين أجبروا على الفرار، بما في ذلك 186 مليون دولار من المساعدات الإضافية التي أعلن عنها الوزير بلينكن يوم الثلاثاء. ونعتقد هنا في الأمم المتحدة أن أفضل طريقة لمعالجة الأزمة الإنسانية هي اتخاذ قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيعكس القرار في الجمعية العامة آراء الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأوكرانيا نفسها.

أصدرت محكمة العدل الدولية أمس أمرا كبيراً وهاما إلى الاتحاد الروسي وندعو روسيا إلى الامتثال الفوري. لقد انتهكت روسيا بوضوح القانون الدولي بانتهاكها سيادة وكذلك وحدة أراضي أوكرانيا. كما قتلت التكتيكات الروسية الوحشية مدنيين ومسعفين وبعض الصحفيين الذين أظهروا لنا الحقيقة الكاملة لهذه الحرب. وهاجمت روسيا أيضا الكثير مما نعتبره مقدسا وكل شيء، فعلا كل شيء، تمثله الأمم المتحدة. ويجب إدانة أفعال روسيا بعبارات واضحة لا لبس فيها.

وكما قال الرئيس بايدن، لن تكون أوكرانيا انتصارا لبوتين أبدا. وبغض النظر عن التقدم الذي يحرزه، وبغض النظر عمن يقتله أو المدن التي يدمرها، فإن أوكرانيا لن تكون انتصارا له ابدأ. تقف الولايات المتحدة إلى جانب أوكرانيا والشعب الأوكراني، وسنفعل كل شيء، كل شيء فعلا، في وسعنا لإنهاء هذه الحرب المأساوية غير المجدية.

شكرا لكم.