تصريحات السفيرة توماس غرينفيلد في اجتماع آخر لمجلس الأمن الدولي دعت إليه روسيا لنشر معلوماتها المضللة عن أوكرانيا

بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدةمكتب الصحافة والدبلوماسية العامةالكلمة كما أُلقَيت18 آذار/مارس 2022

شكرا سيدي الرئيس. والشكر أيضا للممثلة السامية ناكاميتسو على انضمامك إلينا اليوم لتكرار ما كنت أبلغتِه لنا بالضبط قبل في الأسبوع الفائت.

في الأسبوع الماضي أيضا، سمعنا من الممثل الروسي خطبة عصماء مليئة بنظريات المؤامرة الغريبة. وفي هذا الأسبوع يتكرر الأمر نفسه ونسمع الأمور عينها، أمورا تبدو وكأنها قد أُرسِلت بواسطة بريد إلكتروني متسلسل من زاوية مظلمة من الإنترنت. الرئيس بايدن لديه كلمة تصف هذا النوع من الخطاب: هراء.

كما قلت قبل أسبوع، ليس لدى أوكرانيا برنامج أسلحة بيولوجية. لا توجد مختبرات أسلحة بيولوجية أوكرانية – ليس بالقرب من حدود روسيا، ولا في أي مكان آخر من البلاد. لا يوجد سوى مؤسّسات صحية عامة، وبكل فخر – وأعيد القول بكل فخر – تدعمها وتقرّها حكومة الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وحكومات ومؤسسات دولية أخرى.

في الحقيقة فإن روسيا هي التي تحافظ منذ زمن طويل على برنامج أسلحة بيولوجية منتهكة بذلك القانون الدولي. إن لدى روسيا تاريخ موثق جيدا في استخدام الأسلحة الكيميائية. روسيا هي المعتدي هنا، وعملاء روسيا هم من سمّموا أليكسي نافالني وسيرغي ويوليا سكريبال بغاز الأعصاب. وروسيا هي التي تواصل دعم نظام الأسد في سوريا وحمايته من المساءلة، حين أكّدت الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية من جديد أن الأسد استخدم أسلحة كيماوية على مدى السنوات العديدة الماضية.

ودعونا لا ننسَ سبب وجودنا هنا اليوم: نحن هنا لأن روسيا عرفت أن حيلتها الساخرة لتمرير قرار بتبرأتها قد فشلت، فدعت لهذا الاجتماع نتيجة عزلتها عن هذا المجلس وعلى المسرح العالمي. نحن لا نشتري ما يبيعونه – بالمعنى الحرفي أو المجازي.

وسأكرّر قلق الولايات المتحدة العميق والجدّي من أن دعوة روسيا لهذا الاجتماع هي جهد جديد كاذب. لقد اتهمت روسيا مرارا دولا أخرى بنفس الانتهاكات التي تخطّط هي لارتكابها. وما زلنا نعتقد أن روسيا قد تكون تخطّط بالفعل لاستخدام عوامل كيميائية أو بيولوجية ضدّ الشعب الأوكراني.

لن نعطي التضليل الروسي أو نظريات المؤامرة الشرف، بل سنواصل دقّ ناقوس الخطر وإخبار العالم إلى أين تتجه روسيا كما نعتقد. ولن نملّ من تذكير العالم بأن روسيا كذبت تكرارا على هذا المجلس خلال الأسابيع الأخيرة، فعلى الرغم من كلّ الأدلة التي يمكن أن نراها بأعيننا، فقد أخبرتنا أنها لن تغزو أوكرانيا وأنها كانت منخرطة في مناورات حربية لا أكثر، وأنها مهتمة بالدبلوماسية.

لقد قمت بسؤال الدعاية الروسية أين أصبح المائة ألف جندي الذين كانوا يرابطون على الجانب الروسي من الحدود الآن؟ أعتقد، للأسف، أن العديد منهم لقوا حتفهم في هذه الحرب التي لا معنى لها وغير المعقولة ضدّ الشعب الأوكراني. كذبتْ روسيا على شعبها أيضا وأغلقت وسائل الإعلام في محاولة لإخفاء الحقيقة. ولن أكرّر الافتراءات والاتهامات الكاذبة التي وجهتها روسيا ضدّ الشعب الأوكراني والولايات المتحدة كثيرا من على هذا المنبر.

غير أننا نعلم أن التضليل الإعلامي الروسي ليس سوء مؤشّرا على يأسها. هذه هي الحقيقة، وسنواصل التأكّد من أن العالم يرى ذلك ويسمعه.

شكرا سيدي الرئيس.