تصريحات السفيرة ليندا توماس-غرينفيلد في إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية

بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدةمكتب الصحافة والدبلوماسية العامة23 آذار/مارس، 2022

أود أن أشكر الأمين العام غوتيريش والأمين العام أبو الغيط وكذلك السيدة عقيل على عروضهم التقديمية. إنني أقدر بشكل خاص رسالة السيدة عقيل من الشباب العربي وكما أرحب بحضور الوزير شاهين.

يتحمل مجلس الأمن مسؤولية حاسمة لآفة الحرب والتهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الدولي. وإن الولايات المتحدة، وتحقيقا لهذه الغاية، تدعم بشكل كامل الجهود الجارية لتعزيز التنسيق بين المجلس وجامعة الدول العربية. ويمكننا معا العمل على تعزيز استقرار وازدهار الشرق الأوسط وأمنه. ونرحب في هذا السياق بالمشاركة المستمرة للجامعة في مجموعة من الصراعات التي طال أمدها والتي تستمر في زعزعة الاستقرار الإقليمي وتخلق أزمات إنسانية معقدة ومتعددة، بما في ذلك ليبيا وسوريا واليمن.

كما نقدر بشدة الدور الهام للدول الأعضاء في الجامعة في صد سلوك إيران الإقليمي المزعزع للاستقرار. وتشيد الولايات المتحدة بالأعضاء الذين قاموا مؤخرا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بما في ذلك دول اتفاقيات إبراهيم. كما أود بشكل خاص أن اشكر جامعة الدول العربية على مساهماتها كعضو في التحالف الدولي لدحر داعش. وقد جميع هذا التحالف 83 دولة ومنظمة دولية لضمان الدحر الدائم لداعش.

وإننا، ومع استمرارنا في الاستجابة لكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، ممتنون لجامعة الدول العربية لمشاركتها في أول قمة عالمية لكوفيد-19 يرأسها الرئيس بايدن بشأن إنهاء الوباء. ونتطلع إلى مشاركتها مع وزراء الصحة العرب في وقت لاحق من هذا الشهر. كما قادت الولايات المتحدة العالم في دعم مبادرة كوفاكس والتبرع باللقاحات للبلدان المحتاجة. وقد أرسلنا ما يقرب من 38.5 مليون جرعة إلى أعضاء جامعة الدول العربية، بالشراكة مع مبادرة كوفاكس. يظل كوفيد-19 أولوية عالمية فورية ونحن نقدر الفرص لمزيد من المشاركة مع الجامعة العربية والدول الأعضاء فيها في هذا العمل الحاسم.

ولكن يجب علينا، وفي الوقت الذي نتعامل فيه مع الجائحة، أن نبقى مركزين تركيزا دقيقا على تهديد آخر: ألا وهو أزمة المناخ. وإننا، وكجزء من العمل، نرحب بفرصة تعزيز طموحاتنا الجماعية وتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس. كما نشجع جميع أعضاء جامعة الدول العربية على الانضمام إلى أكثر من 111 دولة أخرى في تأييد التعهد العالمي بشأن الميثان بهدف جماعي يتمثل في خفض غاز الميثان بنسبة 30 في المئة بحلول سنة 2030.

وتشجع الولايات المتحدة أيضا الجهود المشتركة التي تبذلها هيئة الأمم المتحدة للمرأة وجامعة الدول العربية لدعم الدول الأعضاء في الجامعة في تطوير وتنفيذ خطط عمل وطنية بشأن المرأة وكذلك السلام والأمن. ونرحب بجهود الجامعة لمساعدة شباب المنطقة. وإلى السيدة عقيل، لقد سمعنا رسالتك، ونحن مرة أخرى نقدر تقديمك لتوصيات الشباب إلى هذا المنتدى. عندما يفتقر الشباب إلى الفرص، وعندما يتعرضون للتهميش والتمييز ضدهم، أو يواجهون تهديدات أمنية، يصبحون أكثر عرضة لتجنيد المجموعات الإجرامية والإرهابية.

ومن المؤسف للغاية في الختام أن نجتمع في وقت تقوض فيه أحد أعضائه الدائمين قدرة مجلس الأمن على تنفيذ تفويضه. تدين الولايات المتحدة، باشد العبارات الممكنة، الغزو الروسي المتعمد وكذلك الغير مبرر والمدمر بشكل متزايد لأوكرانيا. وعلينا أن نقف متحدين في مواجهة حرب الرئيس بوتين غير الشرعية. وتقدر الولايات المتحدة من هذا المنطلق تأييد غالبية أعضاء جامعة الدول العربية لقرار الجمعية العامة بشأن أوكرانيا الذي تم تبنيه في 2 آذار/مارس.

ولكن دعونا لا نخطئ هنا، فإن للحرب الروسية تداعيات عالمية. وقد أدى تدمير روسيا للحقول الزراعية في أوكرانيا والحصار المفروض على موانئها إلى الإضرار فعليا بالأمن الغذائي العالمي. وإن لذلك عواقب على العالم العربي، بما في ذلك اليمن، وهو البلد الذي عانى معاناة إنسانية هائلة. ونأمل أن نعمل مع جامعة الدول العربية والشركاء الآخرين لضمان معالجة عواقب العدوان الروسي.

ولا يزال الوضع الإنساني في سوريا مزريا حيث يحتاج حوالي 15 مليون شخص في سوريا إلى المساعدات. ونشكر جيران سوريا على كرمهم المذهل في استضافة اللاجئين السوريين.

ومن الواضح أننا نواجه مجموعة من التحديات. ولكن لا يمكننا التركيز على تحدٍ واحد ونسيان بعض التحديات الأخرى التي نتعامل معها، وقد ذكرتنا بذلك يا سيادة الأمين العام في تصريحاتك. ولكن ليس لدي شك من خلال العمل معا أننا سنكون أكثر استعدادا لمواجهة المشكلة ولمواجهة جميع التحديات التي نواجهها ولإيجاد الحلول من أجل المضي قدما.

شكرا لك سيدي الرئيس.