بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
بحسب إلقائها
6 حزيران/يونيو 2022
شكرا سيدي الرئيس. لم أحضر أي جلسة منذ بداية فترة رئاستك، لذا اسمح لي أن أرحب بك ترحيبا حارا في منصب الرئاسة وأتمنى لك كل التوفيق في خلال هذا الشهر.
وأود أن أشكر ألبانيا على دعوتها إلى هذا الاجتماع بالغ الأهمية، كما أود أن أتقدم بشكر خاص لمن قدموا إيجازات، أي الممثلة الخاصة للأمين العام باتن والسيدة كاربوسكا والسيدة رولينز ويستن على تصريحاتكن الهامة، وأرحب بمشاركة المسؤول الأوكراني معنا اليوم وكذلك رئيس المجلس الأوروبي السيد ميشال.
تتزايد كل يوم سلسلة التقارير الموثوقة عن الفظائع التي ترتكبها القوات الروسية ضد المدنيين منذ أن شنت روسيا غزوها الإضافي لأوكرانيا بشكل غير قانوني وغير مبرر. تتضمن هذه التقارير روايات مروعة عن العنف الجنسي، وتظهر المزيد من المزاعم عن اعتداء الجنود الروس جنسيا على النساء والفتيات وكذلك على الرجال والفتيان. لقد سمعنا من وزير الخارجية الأوكراني عن حالات متعددة للعنف الجنسي على يد جنود روس في مدن أوكرانية كانت تحت سيطرة القوات الروسية، وسمعنا من نائب رئيس الوزراء الأوكراني أن الجنود الروس اغتصبوا نساء أوكرانيات لساعات ثم قتلوهن.
ولا تقتصر الأدلة الداعمة على كلام المسؤولين الأوكرانيين، فلدينا في بوتشا أدلة على ارتكاب الفظائع، بما في ذلك صور تؤكد وجود مقابر جماعية، وقد سمعتم عن ذلك اليوم من الممثل الخاص للأمين العام. ثمة مؤشرات على وحشية روسيا في بوتشا، بما في ذلك تقارير موثوقة عن أعمال عنف عن قرب وبدم بارد، على غرار قتل أشخاص بأسلوب الإعدام، وظهور علامات التعذيب على الجثث، والعنف الجنسي ضد النساء والفتيات. ووردت تقارير متعددة من ناجيات من عنف الجنود الروس الذين حطموا أبواب الأقبية حيث كانت النساء يختبئن لاغتصابهن. وتمت هذه الأعمال المروعة أمام أعين أطفالهن وقام الجنود الروس بالتصوير. هذه روايات تقشعر لها الأبدان، ونعلم أنه ثمة الكثير من القصص التي لا نعرف بها مقابل كل رواية نسمع بها.
بالإضافة إلى النساء اللواتي يعانين داخل أوكرانيا، لا يمكننا أن ننسى أن أكثر من 90 بالمئة – لقد سمعنا عن ذلك عدة مرات اليوم – 90 بالمئة من اللاجئين الأوكرانيين هم من النساء والأطفال. وقد سبق أن سمعنا في هذا المجلس أن النساء والأطفال يتحملون مخاطر عالية بشكل غير متناسب في هذه الحرب. ويترك الانفصال الأسري الفتيات على وجه الخصوص في خطر متزايد من الاستغلال الجنسي والإتجار بالبشر. وقد سمعنا تقارير واقعية عن المتاجرين بالبشر الذين يستهدفون النساء أثناء سعيهن للحماية في الخارج.
لذا لا نستطيع أن نبقى صامتين يا حضرة أعضاء المجلس، بل يجب أن نسعى لتحقيق العدالة للضحايا وأن نفعل كل ما بوسعنا لتجنب المزيد من العنف.
تبدأ المسؤولية من روسيا أولا وقبل كل شيء. ومن باب التذكير للاتحاد الروسي، أقر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1820 بأن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، العنف الجنسي محظور بموجب القانون الإنساني الدولي، وينبغي أن تتخذ روسيا إجراءات داخل قواتها والقوات التي تعمل بالوكالة لها لضمان الالتزام بهذا القرار والقانون الإنساني الدولي. ينبغي أن تضع روسيا حدا للاغتصاب والعنف والفظائع من داخل صفوفها وإنهاء هذه الحرب غير المبررة ضد شعب أوكرانيا، وندعو الاتحاد الروسي إلى القيام بذلك.
وعلى الرغم من أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق روسيا، أريد أن أتحدث أيضا عما يمكن أن يفعله بقيتنا لمعالجة هذا الوضع المفجع. إن إطار التعاون الذي أنشأته الممثلة الخاصة باتن وفريقها وتم توقيعه مع الحكومة الأوكرانية الشهر الماضي يستحق دعمنا القوي. يجب أن يكون هذا الإطار بمثابة وسيلة للأمم المتحدة للمواءمة والتنسيق. يجب أن نشارك العناصر الرئيسية لهذا الإطار، ويجب أن نبذل قصارى جهدنا لدعم السلطات الأوكرانية فيما تتبع الإطار. وستواصل الولايات المتحدة دعم مكتب الممثلة الخاصة باتن لتسهيل هذا العمل المهم.
تستطيع لجنة التحقيق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان أن تضمن أيضا عدم إفلات روسيا بإخفائها للفظائع. أقر مجلس حقوق الإنسان الشهر الماضي قرارا آخر دعا لجنة التحقيق إلى معالجة ما يحدث في مناطق كييف وتشيرنيهيف وخاركيف وسومي بهدف محاسبة المسؤولين. إن كل من لجنة التحقيق وبعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا مهمتان لضمان المساءلة، وتبادل المعلومات وتوثيق الجرائم أمر بالغ الأهمية لضمان المساءلة عن جرائم الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي. لا يمكن القيام بذلك إلا من خلال التحقيقات الفعالة في التقارير المتعلقة بهذه الجرائم والمحاكمات في المحاكم الجنائية المناسبة.
ويتطلب كل ذلك موارد، وقد أكد العديد من أعضاء هذا المجلس التزامهم السياسي بمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقد حان الوقت الآن لتقديم دليل على هذا الالتزام للتوفيق بين التصريحات والإجراءات. تعتمد أوكرانيا علينا.
أخيرا، وبينما نعمل على تحقيق المساءلة، علينا أن نفعل أيضا ما ينبغي من أجل الناجين من العنف الجنسي. إنهم بحاجة ماسة إلى توفير خدمات شاملة محسنة وموسعة، بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وخدمات الصحة العقلية الطبية والمتخصصة والمساعدة القانونية ودعم سبل العيش.
يجب أن يركز هذا العمل كله على الناجين وأن يكون مطلعا على الصدمات، كما عليه أن يمنح الناجين الأمل قبل كل شيء. دعونا نتصدى معا لآفة العنف الجنسي ذات الصلة بالنزاعات. دعونا نطالب بالمساءلة والعدالة للناجين ونوفر الموارد اللازمة لتحقيق ذلك. ودعونا نقوم بكل ما بوسعنا لمنع المزيد من العنف وإنهاء الحرب الروسية غير المعقولة. شكرا سيدي الرئيس.