منتدى مصر للتعاون الدولي
سانت ريجيس الماسة
7 سبتمبر 2022
شكرا لكم على هذه المقدمة. وبالنيابة عن الرئيس بايدن، أقدم لكم كل النوايا الحسنة من الولايات المتحدة، وتحية السلام: السلام عليكم.
يشرفني أن يستضيفني الرئيس السيسي، الذي أظهر قيادة حاسمة في حشد العمل المناخي الدولي وتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.
شكرًا أيضًا للحكومة المصرية بأكملها، ليس فقط لدعوتي مرة أخرى هذا العام، ولكن لمشاركة رسالتنا المناخية العاجلة في بلدان العالم وفي الاجتماعات التي تعقد حول العالم – في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيير المناخ COP27 ، وفي مؤتمر One Ocean في فرنسا ، وفي مؤتمر الأمم المتحدة حول المحيطات في لشبونة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
أعلم أن مصر غالبًا ما يشار إليها باسم “أم الدنيا”، المكان الذي أسس الكثير من حضارتنا المبكرة. والآن، وبينما نقترب من مؤتمر قمة المناخ في شرم الشيخ، لديكم فرصة ان تكونوا الأمة التي ساعدت في إنقاذ الحضارة ، وحمايتها لأجيال عديدة قادمة.
وتلك هي المخاطر يا أصدقائي. فهذه المعركة وجودية تتعلق بمستقبل حضارتنا. ولهذا السبب، في هذا الخريف وما بعده، يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لإحياء ميثاق جلاسكو للمناخ.
كما ذكرتم في مصر، سيكون هذا المؤتمر “المؤتمر التنفيذي للأطراف” – وكما وصفته فإننا نحتاج إلى اتباع نهج “التنفيذ … الإضافي”.
ماذا يعني هذا؟ هذا يعني الوفاء بالالتزامات الحالية، وتعزيز الالتزامات غير القوية بما يكفي، بالإضافة إلى الدخول في التزامات وجهود جديدة في حالة عدم وجودها.
وعلى الرغم من التقدم الذي أحرزناه، فنحن نعلم جميعًا أن هناك الكثير يجب علينا فعله. فنحن لا نفعل ما يكفي فيما يتعلق بالحد من تغير المناخ أو التكيف مع المناخ.
فيما يتعلق بالحد من تغير المناخ، وعلى الرغم من التقدم الكبير، فإننا متأخرون في القيام بجهودنا المطلوبة كما يخبرنا العلم للحفاظ على 1.5 درجة مئوية. في عام 2021، استخدم العالم فحمًا أكثر بنسبة 9٪ مقارنة بعام 2020، مع ما يقرب من 300 جيجاوات من طاقة الفحم الجديدة في خط أنابيب البناء. والعديد من مصادر الانباعثات الرئيسية لم تعزز بعد ما يسمى ب “المساهمات المحددة وطنيًا،” الخاصة بها وفقًا لميثاق جلاسكو للمناخ.
وفيما يتعلق بالتكيف، فإننا نشهد تأثيرات في كل بلد في العالم:
فالصين تعاني من أسوأ موجة جفاف مسجلة حيث أن نهر اليانجتسي ، الأطول في آسيا ، عند أدنى مستوى له في التاريخ.
وبينما تعاني أوروبا من أسوأ موجة جفاف لها منذ 500 عام – ويمكنك الآن المشي عبر نهر الراين.
وفي الولايات المتحدة وحدها هذا العام كان هناك تسع تأثيرات مناخية كلفت أكثر من مليار دولار.
وهنا في إفريقيا، نرى ضرورة هذه اللحظة. حيث أن 17 دولة من أصل 20 دولة أصبحوا أكثر عرضة للتأثر بالمناخ في هذه القارة. وقد شهد هذا العام فيضانات مدمرة في جنوب إفريقيا وموزمبيق وأوغندا قامت بقتل المئات وشردت عشرات الآلاف. وفي الوقت نفسه، يمر القرن الأفريقي عامه الرابع من الجفاف، حيث يعاني أكثر من 18 مليونًا من انعدام الأمن الغذائي نتيجة لذلك.
إذن ما الذي تفعله الولايات المتحدة حيال ذلك؟
أعطى الرئيس بايدن لمعالجة أزمة المناخ أولوية قصوى. وعاد إلى اتفاق باريس في يومه الأول وحدد هدفًا طموحًا للمساهمات المحددة وطنيا. أقر مشروع قانون البنية التحتية بقيمة 1.2 مليار دولار. وفي هذا الصيف، وقع على قانون خفض التضخم، وهو أهم تشريع خاص بالمناخ في تاريخ الولايات المتحدة.
هذا هو أكبر استثمار منفرد وأهم تشريع لحلول المناخ والطاقة النظيفة في تاريخ الولايات المتحدة، وسيضع أمريكا في وضع يمكنها من خلاله تحقيق أهداف الرئيس بايدن الجريئة.
في مؤتمر قمة المناخ COP 26 ، وإدراكًا منه لأهمية التكيف مع المناخ، أصدر الرئيس بايدن خطته الطارئة للتكيف والمرونة – PREPARE- والتي تهدف إلى مساعدة أكثر من نصف مليار شخص في البلدان النامية على التكيف مع آثار تغير المناخ والتعامل معها بحلول عام 2030.
وفي أفريقيا، ومع النمو السكاني والاقتصادي الأسرع في العالم، أصبح التكيف مع المناخ بمثابة أرواح تم إنقاذها ولوظائف تم توفيرها – وهو أيضًا القرار السليم. يمكن للطرق والجسور والموانئ أن تحفز النمو الاقتصادي وتحد من الفقر في العام المقبل فقط إذا تم بناؤها من أجل عالم متنام ويزداد دفئا.
في الأسبوع المقبل، سأسافر إلى نيجيريا ثم السنغال، حيث سأحضر المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة ، أو AMCEN ، وسوف اقابل العديد منكم هناك.
سأستمع مباشرة إلى الوزراء الأفارقة حول أولوياتهم واهتماماتهم الرئيسية، بما في ذلك ما يتعلق بالتكيف والتمويل.
وسيكون لدينا الكثير لنقوله عن التكيف وعمل الولايات المتحدة لدعمه.
والآن ، اسمحوا لي أن أنتقل إلى قضية بالغة الأهمية: التمويل .
أولاً، نظل ملتزمين بقوة بهدف جمع 100 مليار دولار سنويًا للحد من آثار تغير المناخ والتكيف في البلدان النامية. وقد طلب الرئيس بايدن 11 مليار دولار لتمويل قضايا المناخ في طلب الميزانية الذي قدمه إلى الكونجرس للسنة المالية المقبلة. وستقوم الولايات المتحدة بدورها لتحقيق هدف ال 100 مليار دولار.
ثانيًا ، نحتاج إلى العمل مع الحكومات والقطاع الخاص لجمع تريليونات الدولارات لتسريع الانتقال إلى صافي الصفر وكذلك لتعزيز المرونة في مواجهة تغير المناخ. سيتطلب الأمر مساعدتنا جميعًا، ولهذا يسعدني أن أكون هنا في مصر اليوم، حيث تستخدموا قيادتكم العالمية للجمع بين المستثمرين، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، والجهات الخيرية, والحكومة لاتخاذ إجراءات جريئة.
إليكم المحصلة النهائية: تخبرنا وكالة الطاقة الدولية أننا بحاجة إلى استثمار 4 تريليونات دولار ، كل عام ، في هذا التحول. لا يمكن لأي حكومة على وجه الأرض أن تمول بالكامل هذا المستوى من الاستثمار – لا يمكننا الوصول إليه إلا بمشاركة كاملة من القطاع الخاص.
في عام 2021 ، تم استثمار حوالي 755 مليار دولار فقط على مستوى العالم في تحول الطاقة ؛ كان هذا رقمًا قياسيًا ، ولكن هذا فقط ثلث ما نحتاجه لتحقيق أهدافنا لعام 2030.
نحن بحاجة إلى الدولارات وتمويل التنمية لتحفيز الاستثمار الخاص في التقنيات النظيفة والمقاومة لتغيرات المناخ.
يقوم مضيفنا المصريون بتطوير نموذج جديد للقيام بذلك. من خلال “منصة برنامج نوفي” ، حيث تحدد مصر مجالات الاستثمار المناخي ذات الأولوية وتعمل مع الشركاء لتطوير برامج قابلة للتمويل. إجمالاً، هذا لديه القدرة على جذب مليارات من الاستثمارات من الحكومات المانحة والعمل الخيري ومؤسسات تمويل التنمية والقطاع الخاص – وهذا هو نوع التفكير المبتكر الذي نحتاجه تماماُ.
بالإضافة إلى تمويل مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومحطات الفحم المتقاعد، نحتاج أيضًا إلى رأس المال للاستثمار في الابتكار لتوسيع نطاق وإدخال الجيل التالي من التقنيات إلى السوق.
هذا هو السبب في أننا سعدنا برؤية مارك كارني والعديد من القادة الآخرين في مجال التمويل يتقدمون من خلال تحالف جلاسكو المالي من أجل Net Zero. ويمثل تحالف غلاسكو المالي من أجل Net Zero حوالي 130 تريليون دولار من الأصول وهي مستعدة لمواءمة رأس مالها مع هذا التحول – بالسرعة والنطاق الذي نحتاجه.
ولتوزيع هذه الأموال ، ستحتاج الحكومات إلى مواصلة العمل جنبًا إلى جنب لتجميع التمويل وإزالة المخاطر عن تلك الاستثمارات.
هذا هو نوع القيادة والطموح الذي نحتاجه – في الولايات المتحدة ومصر وحول العالم.
إنها أجندة كبيرة يا أصدقائي، حيث لن يتم قياس النجاح فقط هذا العام، في COP27، ولكن بعد ذلك – وفي النهاية ، فيما إذا كنا نحقق للأجيال القادمة كوكبًا آمنًا ومستقرًا ونظيفًا.
تتفهم مصر كلاً من التكاليف المدمرة للتقاعس عن العمل – خاصةً لأجزاء مهمة من هذه الدولة مثل دلتا نهر النيل – فضلاً عن الفرص الهائلة – في صحة أفضل، وتقليل التلوث ، والتنمية الاقتصادية .
ستكون مهمة شاقة. لكنني أعلم أنه يمكننا الفوز في هذه المعركة.
من النادر في الحياة العامة أن نكون قادرين على اتخاذ قرارات لا تؤثر فقط على دولنا، ولكن على مصير الكوكب للأجيال القادمة. لحسن الحظ، هذا ليس بالأمر الجديد على مصر منذ أن بدأت تاريخنا كحضارة منذ آلاف السنين. اليوم، لدينا فرصة للبناء على هذا الإرث، وصنع إرث جديد خاص بنا.
فلنبدأ العمل. شكرًا لكم.