كلمة للاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى محرقة الهولوكوست 

كلمة للاحتفال باليوم الدولي لإحياء ذكرى محرقة الهولوكوست 

السادة الحضور الكرام 

اليوم نحتفل بإحياء ذكري اليوم الدولي للهولوكوست تكريما للأرواح ولذكري ملايين من الضحايا – ستة ملايين من اليهود، صقالبة، الغجر الرُحّل والمثليين، وذوي الإعاقة وغيرهم الكثير ممن تم ابادتهم في الهولوكوست. كما إنها ايضا مناسبة لتكريم الاشخاص الذين ساهموا لحماية حياة اشخاص اخرين في وقت القمع والخطر. 

واليوم وفي أماكن عديدة حول العالم سمح التواطئ والصمت باستمرار التعصب والكراهية. وهي تذكرة لنا بواجبنا في مواجهة الافكار المتصاعدة من معاداة السامية والتعصب الذي يهدد القيم التي نعتز بها، ومن بينها التعددية والتسامح والاندماج وحريات الدين والتعبير. 

ويسعدنا أن نشارك متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة في هذا الحدث. ساعد هذا المتحف الجيل الجديد ليكون شاهدا على الإبادة الجماعية مؤكدا على اننا سنواصل التعلم من الضحايا والناجين من الهولوكوست لفترة طويلة في المستقبل. 

ان تدريس و تعليم الواقع التاريخي الكامل لمحرقة الهولوكوست هو جزء هام و ضروري لمكافحة معاداة السامية و تعزيز الحرية الدينية الدولية. بالاضافة لذلك فان فهم هذا الحدث يعزز من فهم رسالة ان الافراد يمكن ان يلعبوا دورا مهما في مواجهة الاضطهاد اينما ظهر. 

العديد ممن نجوا من الهولوكوست نجوا بسبب شجاعة هؤلاء الذين خاطروا بحياتهم من اجل انقاذ اليهود. والفيلم الذي يعرض اليوم هو احياء لذكري الأبطال العرب من شمال افريقيا والذين أنقذوا حياة جيرانهم اليهود. وبالرغم من ان هذه الاعمال النبيلة التي قام بها هؤلاء الافراد قد اتخذت اشكالا عديدة الا ان بطولتهم الملهمة قوبلت بامتنان لا يصدق من أحفاد أولئك الذين تم انقاذهم. وقصصهم تذكرنا باننا لسنا عاجزين أبدا عن مواجهة التعصب والكراهية. 

الفيلم يسلط الضوء على عدد من الأبطال.وأحد هؤلاء الشجعان هو الدكتور محمد حلمي، وهو طبيب مصري عاش في برلين النازية خلال الأربعينيات. وقد قام الدكتور حلمي بإيواء مراهقة يهودية كان يطاردها الجستابو سرًا، وانقذها في وقت كان فيه الخطر في ذروته كما عرض نفسه لخطر كبير. وبفضل شجاعة الدكتور حلمي، نجت الشابة وهاجرت إلى الولايات المتحدة بعد الحرب.  

 

تسعى حكومة الولايات المتحدة إلى تعزيز احترام التعددية الدينية وتنوع المعتقدات حول العالم. الحرية الدينية هي أحد المبادئ التي نعتز بها في الولايات المتحدة ولقد لعبت دورًا محوريًا في نجاحنا كأمة،ونسعى جاهدين كل يوم للارتقاء إلى مستوى هذا المفهوم المثالي. 

   

ولقد ساهمت التعددية الثقافية التاريخية في مصر والتراث الديني المتنوع في منح قوة مماثلة للمجتمع المصري. وانا أثني على الحكومة المصرية لالتزامها بالتسامح الديني من خلال الحفاظ على أماكن العبادة واشجع جهودها في حماية الحرية الدينية لمجتمعاتها الدينية المتنوعة 

 

وقد كان اليوم الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست الذي أقرته الأمم المتحدة عام 2005 أحد الأعمال المتعددة التي ولدت بسبب اشمئزاز العالم من أهوال الهولوكوست. ولقد تشرفت بالمشاركة في هذه الأعمال لعقود حتى الآن،  بدءاً من الخطب التي ألقيتها في الأمم المتحدة أثناء عملي هناك إلى المساعدة في إنشاء فرقة العمل للتعاون الدولي بشأن التوعية بالهولوكوست وإحياء الذكرى والبحث  في عام 1998، الذي أصبح التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وقد بدأ بثلاث دول ويضم الآن أكثر من 35 من الدول الأعضاء. 

 

ولقد تبنى ممثلون من الأمم المتحدة - من ضمنهم ممثل عن مصر- قرارًا الأسبوع الماضي يدين إنكار محرقة الهولوكوست ويحث على تطوير برامج تعليمية لمنع أعمال الإبادة الجماعية في المستقبل للمساعدة على ضمان إبقاء تاريخ محرقة الهولوكوست نقطة مرجعية مهمة للوعي العالمي.  

 

يجب أن نسعى جاهدين للتعلم من دروس التاريخ المأساوية ومن قصص الشجاعة الرائعة التي ظهرت في أحلك فترات البشرية. اليوم هو أيضا دعوة للتحركوستواصل الولايات المتحدة العمل مع الدول والشركاء الآخرين من جميع أنحاء العالم لمحاربة التعصب الأعمى ومعاداة السامية، ولتعزيز احترام حقوق وكرامة كل إنسان. اننا ندعو الآخرين ونشجعهم على الانضمام إلينا. 

 

أشكركم على اهتمامكم، وعلى حضوركم هذا الحدث اليوم.