إحاطة صحفية هاتفية مع قائد القيادة الأمريكية المركزية الجنرال جوزيف فوتيل

 31 يناير 2018
مدير الجلسة: تحياتي للجميع من مكتب التواصل الإعلامي الاقليمي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أود الترحيب بجميع المتصلين الذين انضموا إلينا من مختلف أنحاء العالم العربي. ينضم إلينا اليوم قائد القيادة الأمريكية المركزية الجنرال جوزيف فوتيل. تضمّ منطقة مسؤولية القيادة الأمريكية المركزية مصر والمشرق والخليج وإيران ووسط آسيا. أنهى الجنرال فوتيل زيارة إلى بلدان مختلفة في المنطقة وسيناقش معكم نتائج هذه الرحلة. بعد أن ارتاد الجنرال فوتيل الكلية الحربية التابعة للجيش، قاد الجنرال فوتيل فوج الحراس الـ75 وشارك في عملية الحرية الدائمة في أفغانستان وعملية حرية العراق في العراق. واشتملت العمليات الكثيرة التي عمل فيها على الخدمة كقائد عام لقيادة العمليات الخاصة المشتركة في فورت براغ في كارولينا الشمالية، كما خدم مؤخراً كالجنرال القائد لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية في قاعدة القوات الجوية ماكديل في فلوريدا.
يتحدث إلينا الجنرال فوتيل اليوم من مقر القيادة الأمريكية المركزية في تامبا في فلوريدا. وسنبدأ هذه المكالمة الهاتفية بتصريحات من الجنرال. وبعد ذلك، سنتيح لكم المجال لطرح الأسئلة. اتصال اليوم مسجل، وسننتقل الآن إلى الجنرال فوتيل لإلقاء تصريحاته الافتتاحية. حضرة الجنرال فوتيل، تفضل.الجنرال فوتيل: حسناً، شكراً جزيلاً لك، وشكراً لجميع من اتصلوا اليوم. أتطلع إلى فرصة التحدث معكم والإجابة على أسئلتكم. كما ذكرت، عدت للتو إلى تامبا مساء أمس بعد حوالى 10 أو 11 يوماً من السفر عبر المنطقة، تنقلت في خلالها بين العراق وسوريا والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وأفغانستان والأردن، لذلك لدي بعض الأمور لأشاطرها معكم، وبعد ذلك، كما ذكرت، سيسعدني أن أجيب على أسئلتكم. وبوجه عام، فيما نواصل نحن وشركاؤنا مواجهة تحديات عديدة في المنطقة، نحن متمركزون في عدد من المناطق لإحراز تقدم كبير في الأسابيع والأشهر المقبلة، وأود أن أتطرق إلى ثلاث نقاط رئيسية في البداية.
أولاً، علينا أن نعترف بالتضحية الهائلة لشركائنا في الكفاح ضد داعش. ضحى الآلاف من قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية بحياتهم أو أصيبوا في خلال المعارك لتحرير المدن الكبرى وتحرير أغلبية الأراضي من داعش. وبعد أن أمضيت عدة ساعات في مدينة الرقة منذ بضعة أيام، رأيت مباشرة مستوى العنف الذي كان ضرورياً للقضاء على عدو مثل داعش. وقد قامت القوات الشريكة الميدانية بالغالبية العظمى من الجهد وضحت بدمائها، وينبغي أن نكون جميعاً، أي المجتمع الدولي، شاكرين لهم على جهودهم. أحسنت هذه القوات القتال وتواصل الكفاح بشجاعة. ثمة المزيد من العمل الذي ينبغي القيام به، وهم يواصلون القيام بذلك. لقد كرموا التحالف المؤلف من 70 عضواً بحزمهم وتصميمهم.
ثانياً، تبيّن النجاحات الأخيرة ضد داعش أنّ أفضل طريقة لتحقيق تقدم عسكري في المنطقة ومعالجة العديد من القضايا الخلافية هي العلاقات الشفافة والمفتوحة بين الجيوش. تحافظ هذه العلاقات بين الجيوش على سبل اتصال تتيح لنا عمليات منع الاشتباك والتخفيف من تصعيد التوترات والحد من خطر سوء التقدير أو الخطأ. وما زلنا نشهد على قيمة شفافيتنا واتصالنا المفتوح مع جميع شركائنا عبر المنطقة بشكل يومي.
ثالثاً وأخيراً، في خلال فترة ما بعد الاشتباك، ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات كبيرة بين الوكالات ومع الدول للتخفيف من الأزمة الإنسانية الكبيرة وتجنبها. وكما ذكرت، كنت في الرقة هذا الأسبوع، وفي حين أنه يتم بذل بعض الجهود لتحقيق الاستقرار، الحاجة أكبر بكثير من الموارد الحالية المتاحة هناك. ثمة حاجة ماسة الآن إلى بذل جهد عالمي للمساعدة على إنعاش المشردين وإعادة بناء المناطق التي مزقتها الحروب وتحقيق استقرارها. هذا جهد ضخم لا يمكن لأمة أن تضطلع به بمفردها. وإذا لم نقم بذلك، سنجد أنفسنا نقاتل الإرهابيين مرة أخرى في المستقبل، ولن نتمكن من معالجة التوترات الكامنة الهامة التي كثيراً ما تؤدي إلى الإرهاب.
ومع ذلك، يسعدني أن أجيب على أسئلتكم.

مدير الجلسة: شكراً لك يا حضرة الجنرال فوتيل. سنبدأ الآن بقسم الأسئلة والأجوبة في اتصال اليوم. الرجاء ممن يطرح السؤال أن يذكر اسمه والمؤسسة التي يعمل فيها ويلتزم بطرح سؤال واحد ذي صلة بموضوعات إحاطة اليوم. سنتلقى الأسئلة أولاً من الخط الإنكليزي ثم ننتقل إلى الخط العربي. من باب التذكير، إذا كنتم ترغبون في الانضمام إلى قائمة طرح الأسئلة، يرجى الضغط على 01. سأنتقل الآن إلى الخط الإنكليزي. حضرة عامل الهاتف، يرجى إعطاء الكلمة لأول صحفي.

عامل الهاتف: سؤالنا الأول من سراج وهاب من الصحيفة الإنكليزية أراب نيوز. تفضل لو سمحت.

الصحفي من أراب نيوز: حضرة الجنرال جوزيف، شكراً جزيلاً على اللمحة العامة بشأن زيارتك الحالية إلى المنطقة. لدي سؤال. ماذا يحصل في أفغانستان؟ ماذا رأيت في خلال زيارتك إلى هناك؟ لقد ذكرت أنّ الشركاء المحليين يشاركون. هل يعني ذلك أنّ باكستان تشارك في المعركة ضد الإرهاب أو ما فهمك لما يحصل هناك؟

الجنرال فوتيل: شكراً لك. شكراً لك على سؤالك. ما يحدث في أفغانستان وحقاً عبر منطقة جنوب ووسط آسيا هو أننا ننفذ بشدة استراتيجيتنا لجنوب آسيا، والتي ترمي إلى جلب طالبان إلى طاولة المصالحة وإنهاء هذا الصراع الذي طال كثيراً جداً. يتطلب هذا النهج – هذه الاستراتيجية –الشراكة، ليس من جانب أفغانستان فحسب، بل أيضاً من مختلف بلدان المنطقة، وبطبيعة الحال، باكستان جزء أساسي من هذه الشراكة. كما تعلمون، كان لدينا خلافاتنا مع باكستان على مر السنين في هذا الشأن، ولكن باكستان لا تزال حاسمة تماماً لحل المشكلة في أفغانستان. وأود أن أشير إلى أنه ثمة عدد قليل جداً من البلدان التي عانت أكثر من باكستان من الإرهاب أو ضحت أكثر منها لمكافحة الإرهاب. لذلك دعمها لهذا الجهد أمر حيوي جداً ونحن نعمل عن كثب في سلاسلنا العسكرية ومحافل أخرى لتحسين تعاوننا ودعمنا في هذه الحالة المعقدة جداً.
وعلى نطاق أوسع بكثير، تحضّر القوات الأفغانية نفسها للقتال القادم. وتحت قيادة الرئيس غني وضمن خريطة الطريق التي أعدها ومدتها أربع سنوات، تبذل القوات جهوداً للإصلاح وتتصدى للفساد وتحسّن قيادتها وتحسّن القوات الأفغانية وقدراتها القتالية بتوسيع قواتها الخاصة وقواتها الجوية والطبيعة الهجومية لكل الفيلق الذي يشارك الآن بشكل كامل في العمليات. ومن المقرر أن تواصل الضغط العسكري على حركة طالبان وأفواجها فيما نبدأ فيه القتال في هذا الموسم، وبالطبع التحالف… سيلعب التحالف بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي دوراً رئيسياً في ذلك ونحن نتخذ كل ما يلزم من الإجراءات الآن لمعالجة ذلك. شكراً.

مدير الجلسة: شكراً. حضرة عامل الهاتف، هل يمكننا أن نأخذ السؤال التالي من الخط الإنكليزي؟

عامل الهاتف: السؤال التالي من فيكتوريا يان من صحيفة دايلي ستار. تفضلي لو سمحت.

الصحفية من دايلي ستار: مرحباً يا حضرة الجنرال فوتيل. شكراً على وقتك لتقديم إحاطة لنا. أعلم أنك لم تزر لبنان في هذه الجولة، وكنت آمل أن تتحدث قليلاً عن دور القوات الخاصة الأمريكية في لبنان. في العام 2015، قيل إنها تشغّل طائرات بدون طیار في المنطقة لمكافحة الإرھاب وداعش والمیلیشیات عبر المنطقة بعد انتصار القوات المسلحة اللبنانیة ضد داعش علی المنطقة الحدودیة. هل تستطيع التحدث أكثر عما يتم استخدامه وما يحصل مع تلك الطائرات بدون طيار في الوقت الراهن وأيضاً عن دور العمليات الخاصة؟

الجنرال فوتيل: شكراً لك. شكراً على سؤالك. كنت في لبنان… أنت محقة… ليس هذا الشهر أي شهر كانون الثاني/يناير، بل الشهر الماضي، وأقوم بزيارات متكررة إلى لبنان. لن أدخل في الكثير من التفاصيل حول العمليات المحددة التي ندعمها، ولكن يتمثل دورنا العام هناك بالمساعدة في بناء قدرات القوات المسلحة اللبنانية ومساعدتها في مكافحتها للإرهاب في مختلف أنحاء البلاد عندما يؤثر عليها من المنطقة، وتحقيقاً لهذه الغاية، علاقتنا بالجيش اللبناني والتي تعود إلى عدة سنوات، لما يقرب من عقد من الزمان، قد أحدثت فرقاً كبيراً على ما أظن. تبرز القوات المسلحة اللبنانية كالأداة الأمنية المفضلة في لبنان، وهي مسؤولة عن حماية شعبها وبالطبع حمايته من ويلات الإرهاب. نحن لا نقوم… نحن لا نجري عمليات أحادية الجانب هناك. نحن نكتفي بدعم القوات المسلحة اللبنانية في أنشطتها باستخدامنا نهج من خلال ومع وعبر. إذن النجاح الذي شهدناه على الأرض ضد عناصر مثل داعش يتحقق فعلاً على يد القوات المسلحة اللبنانية. شكراً لك.

مدير الجلسة: شكراً جزيلاً لك. حضرة عامل الهاتف، هل يمكننا أن نأخذ السؤال التالي من الخط الإنكليزي؟

عامل الهاتف: السؤال التالي من عمر شريف من أخبار الخليج، تفضل لو سمحت.

الصحفي من أخبار الخليج: مرحباً يا حضرة الجنرال فوتيل، هل تسمعني؟

الجنرال فوتيل: نعم أسمعك.

الصحفي من أخبار الخليج: نعم، سؤالي هو كما يلي. الآن وقد انتهى القتال الرئيسي ضد داعش في الميدان في سوريا والعراق، ما الذي ينتظر التحالف الدولي الذي يضم 70 بلداً؟ هل تخططون لتخفيف العمليات لتبدأ إجراءات السلام؟ شكراً.

الجنرال فوتيل: شكراً لك. هذا سؤال جيد جداً. أولاً، أود أن أذكركم بأنه في حين أنجزنا الكثير ميدانياً وحررنا الكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش سابقاً في سوريا على وجه الخصوص، لا يزال ثمة جيوب ومواقع لداعش يقاتلها شركاؤنا في التحالف بنشاط. ما زلنا نقاتل حتى اليوم وسنواصل القتال حتى يتم تحريرها أيضاً. ولكن الأهم من ذلك، ما يقوم به التحالف الآن هو أننا ننتقل إلى ما نشير إليه على أنه مرحلة التوطيد أو الاستقرار ونهدف الآن إلى مساعدة القوات المحلية – سواء كانت القوات العراقية أو قوات سوريا الديمقراطية – وتأكيد مكاسبها وضمان عدم ظهور داعش مجدداً وتهيئة الظروف الأمنية التي تسمح بالاستقرار، وعلى المدى الطويل، جهود إعادة الإعمار – جهود إعادة الإعمار الدولية – التي ستجري في هذه المناطق. إذن يعملون مع شركائنا المحلیین بدعم من التحالف مع السلطات المدنیة المحلیة لمعالجة أمور مثل مخلفات المتفجرات التي تركها داعش، في محاولة لتھیئة الظروف التي تمكّن مجموعات العون الدولیة والموارد الأخرى من الوصول إلى هناك وحماية السكان. ينبغي أن نتمكن من إعادة هؤلاء الآلاف، وربما الملايين، من النازحين داخلياً إلى منازلهم.
وفي العراق على وجه الخصوص، سنواصل العمل عن كثب مع قوات الأمن العراقية لمواصلة تطوير قدراتها ومهنيتها بناء على طلب حكومة العراق.

مدير الجلسة: شكراً جزيلاً لك. حضرة عامل الهاتف، هل يمكننا أن نأخذ السؤال التالي من الخط الإنكليزي؟

عامل الهاتف: السؤال التالي من زيد بنجامين من راديو سوا. تفضل لو سمحت.

الصحفي من راديو سوا: شكراً جزيلاً لك يا حضرة الجنرال على القيام بذلك. سؤالي عن مصر. قالت مجموعة الأزمات اليوم إنّ التهديد الجهادي في مصر آخذ في الاتساع، فما هو تقييمك للوضع في مصر وفروع داعش في مصر…؟ شكراً لك.

الجنرال فوتيل: شكراً لك. حسناً، نحن بالتأكيد نشاطر شركاءنا المصريين القلق الذي يشعرون به من وجود عناصر داعش الذين يعملون في مناطق مثل سيناء ويشكلون تهديداً أوسع لمصر، ونعتزم مواصلة العمل عن كثب معهم، وتقديم المساعدة حيث أمكن، ومساعدتهم على معالجة هذا التهديد بالذات. طبيعة تهديد داعش خطيرة جداً، لذلك من المهم أن تتعامل دول مثل مصر وغيرها من دول المنطقة مع هذا الأمر بجدية بالغة وأن تبذل كل ما في وسعها للقضاء على هذا التهديد. أعتقد أنّ مصر على وشك القيام بذلك، ونتطلع إلى إقامة شراكة وثيقة معهم لمساعدتهم في هذه الجهود.

مدير الجلسة: شكراً جزيلاً لك. هل يمكن أن نأخذ سؤالاً واحداً بعد من الخط الإنكليزي؟

عامل الهاتف: سؤالنا الأخير من الخط الإنكليزي من عماد الأطرش من سكاي نيوز العربية، تفضل لو سمحت.

الصحفي من سكاي نيوز العربية: نعم يا حضرة الجنرال، سؤالي عن سوريا. قلت إنك كنت هناك في وقت قريب جداً. هل ستواصلون دعم قوات سوريا الديموقراطية وبخاصة في ظل استمرار العملية التركية؟

الجنرال فوتيل: شكراً على هذا السؤال. الجواب المباشر هو نعم، سنواصل دعم قوات سوريا الديمقراطية فيما تواصل جهودها الرامية إلى هزيمة داعش ومنع عودة ظهورها وتهيئة الظروف للاستقرار في المنطقة بما يسمح للمعونة الإنسانية والمنظمات الأخرى بالوصول إلى هناك لمساعدة الناس. هذه هي سياستنا الحكومية، ولكن اسمحوا لي أن أتوسع قليلاً. ثمة هدفان رئيسيان هنا.
نحن ندرك بأنّ لتركيا قلق بالغ جداً ومشروع جداً بشأن الأمن على طول حدودها، لذلك يتمثل الهدف بالعمل مع تركيا لمعالجة ذلك وهو أمر هام علينا القيام به. كانت تركيا شريكاً جيداً جداً في حملة هزيمة داعش، وهي بالطبع حليف للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، ويعني ذلك الكثير بالنسبة إلينا، لذا سنواصل دعم هذا الهدف على أفضل وجه ممكن. وفي الوقت عينه، لدينا أيضا هدف ضمان هزيمة داعش الدائمة، وقوات سوريا الديمقراطية هي شريكنا الميداني للقيام بذلك، وكانت بحسب تقديرنا أكثر القوى فعالية ضد داعش وبالتأكيد في سوريا، لفترة طويلة الآن، وهي تقوم بتحرير المناطق الحضرية الكبيرة بشكل فعال جداً وتحقق الاستقرار، ولا سيما في الجزء الشمالي والشرقي من البلاد. نحن ندرك أنّ قوات سوريا الديمقراطية تشتمل على بعض الأكراد وبعض العرب، وبطبيعة الحال، ترى حليفتنا في حلف شمال الأطلسي تركيا بشكل مختلف عنا، هذا هو الفارق. هذه عقبة ولكننا نعمل على حلّ ذلك، ولكن مع ذلك، قامت قوات سوريا الديمقراطية بصراحة بعمل ممتاز بدعم من التحالف لمعالجة ما هو ليس مجرد مشكلة سورية، ولكن في الحقيقة مشكلة دولية مع المقاتلين الأجانب الذين التقوا في هذه المنطقة وحاولوا السيطرة على الأراضي وتسببوا بهجرة اللاجئين الجماعية وألهموا أو أثروا أو ارتكبوا هجمات في العديد من أوطاننا. لذلك قاموا بعمل ممتاز في هذا الصدد، وسنستمر في دعمهم بينما نتابع ذلك. شكراً لك على سؤالك.

مدير الجلسة: ممتاز. سننتقل الآن إلى المتصلين على الخط العربي. حضرة عامل الهاتف، هل يمكن أن نأخذ السؤال الأول من الخط العربي.

عامل الهاتف: لدينا سؤال من الاتحاد.

دينا مصطفى من جريدة الاتحاد: سؤالي عن سوريا. لقد قلت إنه ثمة جهود لتأمين حدود تركيا. ماذا لو تواجهتم، هل يمكن أن تحصل أي مواجهات مع القوات الأمريكية؟

الجنرال فوتيل: شكراً على السؤال. بطبيعة الحال، كما ذكرت، تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، ونحن نبذل كل ما بوسعنا لتفادي هذا النوع من المواجهة، لذا نتواصل بشكل روتيني – يومي – مع شركائنا الأتراك بشأن الأنشطة على أرض الواقع حول مواقع قوات التحالف والقوات الشريكة ونوايا الأنشطة التي نقوم بها على الأرض، وبالتالي لدينا آلية قوية جدا لتجنب الاشتباك والتنسيق لضمان ألا يحدث ذلك. نحن بالتأكيد لا نريد ذلك، وسنواصل بذل كل ما بوسعنا لتحقيق الهدفين اللذين تحدثت عنهما قبل قليل وضمان ألا يحصل أمر مماثل لما وصفته. شكراً لك.

مدير الجلسة: حضرة عامل الهاتف، هل يمكننا أن نأخذ السؤال التالي من الخط العربي؟

عامل الهاتف: شكراً لك يا حضرة الجنرال على التواصل معنا. سؤالي حول التهديد الإيراني في المنطقة. ما طبيعة التعاون مع دول الخليج والدول العربية التي تواجه التهديد الإيراني؟

الجنرال فوتيل: شكراً. شكراً على سؤالك. ولا شك في أنّ الولايات المتحدة تشاطر الدول العربية الكثير من المخاوف التي تراودها بشأن إيران، وبخاصة دول الخليج. وكما تعلمون، بذلت إيران جهوداً في الماضي لتطوير الأسلحة النووية وشرائها. لا شك في أنّ هذا يشكل مصدر قلق كبير لنا جميعاً. كما تعلمون، ثمة خطة عمل مشتركة مصممة لمعالجة ذلك وتستمر المناقشات حول ذلك طبعاً.
ولكن، على نطاق أوسع، أعتقد أنّ الولايات المتحدة وشركاءنا الخليجيين والعرب في المنطقة يتشاركون القلق بشأن العديد من الأنشطة الأخرى المزعزعة للاستقرار التي تمارسها إيران في مختلف أنحاء المنطقة. ويشمل ذلك تسهيل تقديم الأسلحة المتقدمة لمجموعات مثل الحوثيين الذين يستخدمون صواريخ متقدمة لمحاولة مهاجمة السعودية أو الإمارات العربية المتحدة. وبطبيعة الحال، هؤلاء شركاء ممتازون ولدينا بعض موظفينا ومواردنا على الأرض في تلك المناطق، لذلك يشكّل الموضوع مصدر قلق لنا.
وتواصل إيران تعزيز وتطوير العلاقات مع الجماعات المتطرفة هناك والتي تركز على القيام بأنشطة مزعزعة للاستقرار وتهدد شركاء آخرين في المنطقة مثل إسرائيل، وهذا أمر يبعث على القلق أيضاً. تحاول التأثير على الحكومات، وممارسة سلطة لا مبرر لها على الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة. تدعم عدداً من الجماعات الراديكالية الأخرى، كما في البحرين، وهذه الجماعات تهدف إلى القيام بأنشطة مزعزعة للاستقرار. وطبعاً قامت في الماضي بأنشطة استفزازية جداً في البيئة البحرية، وبخاصة حول مضيق هرمز وفي باب المندب، بحيث قامت بنشر القدرات أو توفير قدرات لشركائها بما يمكن أن يؤثر كثيراً على المرور الآمن للسفن التجارية وحركة التجارة عبر المنطقة. إذن لا شك أنّ هذا الأمر يشكل تهديداً كبيراً، لذلك أعتقد أننا نشاطر كل هذه المخاوف مع شركائنا العرب والخليجيين، وبطبيعة الحال، نعمل بشكل وثيق جداً معهم لمواءمة جهودنا والتعاون في التخطيط. شكراً لك.

مدير الجلسة: حضرة عامل الهاتف، هل يمكننا أن نأخذ السؤال التالي من الخط العربي؟

عامل الهاتف: السؤال من أحمد غلاب من جريدة الحياة. صباح الخير يا حضرة الجنرال.

الجنرال فوتيل: صباح الخير.

عامل الهاتف: لقد تحدثت عن الشراكة مع دول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. كيف تنظرون إلى مشاركة الأخيرة في التحالف الدولي ضد داعش وماذا عن دورها في اليمن؟

الجنرال فوتيل: شكراً لك. لا شك في أنّ المملكة العربية السعودية دولة ذات أهمية كبيرة ومؤثرة، ليس في الخليج فحسب، بل أيضاً في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وعلى الصعيد العالمي. لذلك هي شريك مهم جداً جداً، وكانت داعمة جداً لأنشطة التحالف، وهي أحد الأعضاء الأصليين للتحالف عند تأليفه في العام 2014 ولا تزال شريكة مهمة جداً. كما تعلمون جيداً، تقود المملكة العربية السعودية تحالفاً في اليمن يحاول التصدي للتحديات التي تطرحها منظمة الحوثيين المدعومة من إيران. لسنا بالضرورة طرفاً في ذلك الصراع، ولكننا بالتأكيد نلعب دوراً رئيسياً في محاولة تحقيق بعض الاستقرار لهذا الصراع. أود أن أقول إنّ السعودية تقوم بعمل جيد جداً في المساعدة على معالجة بعض القضايا الإنسانية التي تشهدها اليمن الآن للأسف. وكما يعلم الكثيرون منكم، لقد دعمت السعودية فتح ميناء الحديدة، ولكن لديها أيضاً خطة أوسع بكثير للسماح بالمعونة في موانئ أخرى عدة ووصول المساعدات عبر خطوط الاتصال البرية والمساعدة في الوصول إلى المطارات وغيرها من الميادين الجوية في المنطقة. لذا أعلم أنها كانت تركز كثيراً على ذلك، وعندما كنت في السعودية الأسبوع الماضي، أتيحت لي فرصة الاطلاع على بعض ما يقومون به في هذا الصدد، وأعتقد أنّ هذا عمل مهم جداً وأعتقد أنّ السعودية تحاول إنجاز مهمة عسكرية وتبذل أيضاً جهداً كبيراً في محاولة لحماية السكان ومعالجة بعض مشاكل المعاناة الإنسانية التي تحدث للأسف. شكراً لك.

مدير الجلسة: حضرة عامل الهاتف، هل يمكننا أن نأخذ السؤال التالي من الخط العربي؟

عامل الهاتف: جريدة عكاظ. صباح الخير يا حضرة الجنرال. لقد ذكرت التعاون مع السعودية. كيف تتعامل الولايات المتحدة بشكل خاص مع الجهود السعودية لمواجهة الإرهاب، وكيف يمكنك أن تصف بعض جوانب هذا التعاون؟

الجنرال فوتيل: شكراً جزيلاً لك. كانت السعودية شريكاً في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى عدة لفترة طويلة. لديها قوى أمنية داخلية جيدة جداً وأجهزة استخباراتية وعناصر تعاملوا بفعالية مع الإرهاب في المملكة وعبر المنطقة. كانوا متعاونين جداً و… كان لديهم علاقة تعاونية مع الولايات المتحدة ومع دول أخرى لناحية معالجة هذه المسألة. الأهم من ذلك أنّ المملكة العربية السعودية ترعى وتستضيف التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وقد أتيحت لي فرصة زيارة موظفيه عندما كنت في الرياض الأسبوع الماضي. هذه مبادرة هامة جداً تضم أكثر من 40 دولة إسلامية كأعضاء، وهي مصممة لمعالجة أمور مثل الأيديولوجية. وهي مصممة لمعالجة أمور مثل الموارد المالية التي يستخدمها الإرهابيون ومنعهم من القيام بذلك، كما أنها تحاول معالجة أوجه القصور في التدريب والمعدات التي تواجهها البلدان الإسلامية في مكافحة الإرهاب.
إذن لا نعتبر السعودية شريكاً مقرباً فحسب، بل أيضاً رائدة في التصدي للتطرف العنيف، وأوضح مثال على ذلك هو التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي ذكرته للتو. شكراً لك.

مدير الجلسة: حسناً. لدينا ما يكفي من الوقت لسؤال واحد بعد. حضرة عامل الهاتف، هل يمكن أن نأخذ السؤال الأخير من الخط العربي؟

عامل الهاتف: السؤال من محمد عطايا من جريدة بلدنا اليوم. شكراً لك يا حضرة الجنرال فوتيل. أردت أن أسأل عن المناطق التي يمكن أن يتوجه إليها المسلحون بعد هزيمة داعش، وكيف يمكنكم التعامل مع ذلك ميدانياً؟

الجنرال فوتيل: شكراً لك. هذا سؤال جيد جداً. شهدنا أنّ المسلحين مثل تنظيم داعش أو القاعدة أو الجماعات المتطرفة الأخرى يميليون إلى الازدهار والانتقال إلى المناطق التي لا يوجد فيها سيطرة للحكومة أو التي تشهد عدم استقرار كبير على الأرض، مثل اليمن على سبيل المثال. نتوقع أن نشهد بروز تنظيمات مثل داعش في أماكن مثل اليمن مع هزيمة داعش في العراق وسوريا، إذ تشهد البلاد اضطرابات كبيرة، وما من سيطرة كاملة من قبل الحكومة، مما يوفر الشروط لبروز تنظيم مثل داعش.
أود أيضاً أن أشير إلى أننا نرى بعض الحضور لداعش في مناطق أفغانستان التي لا تخضع بعد لسيطرة الحكومة، وبطبيعة الحال في مواقع مثل ليبيا، وليس بالضرورة في المنطقة التي أنا مسؤول فيها عن العمليات العسكرية، ولكن عند الأطراف هنا، هذه أيضاً مناطق مماثلة. إذن تبحث هذه المنظمات عن السكان الضعفاء. تبحث عن ضعف الحكم. تبحث عن الحرمان الاقتصادي، وتحاول الدخول واستخدام أيديولوجياتها السامة للسيطرة على المنطقة وإخضاع الناس وفرض إرادتها في هذه المناطق بالذات. لهذا من المهم جداً أن نتعامل مع أنشطة تحقيق الاستقرار للسماح للناس بالعودة فيما نكمل عملياتنا العسكرية في العراق وسوريا أو أينما كان، والسماح بظهور الحكم المحلي ثم المساعدة في نهاية المطاف على تهيئة الظروف لمعالجة العديد من التوترات والقضايا الكامنة التي كثيراً ما تؤدي إلى الإرهاب. هذا عمل الجيش بالتأكيد، ولكنه أيضاً من مهمة مختلف جوانب حكوماتنا وشركائنا هناك، وقوات إنفاذ القانون، والسلك الدبلوماسي لدينا، وغيرهم الذين يولون اهتماماً ويعملون بجد لمعالجة هذه الظروف. شكراً جزيلاً على سؤالك.

مدير الجلسة: حسناً. ينتهي بذلك قسم الأسئلة والأجوبة في اتصال اليوم. حضرة الجنرال فوتيل، هل لديك أي ملاحظات نهائية؟

الجنرال فوتيل: أود أن أشكر جميع الصحفيين على الانضمام إلينا اليوم. نحن نقدر فرصة التحدث معكم والإجابة على أسئلتكم. ونحن نقدر العلاقات التي لدينا في منطقة القيادة المركزية. ولا تزال هذه المنطقة مهمة للغاية بالنسبة إلينا. ولدينا مصالح وطنية كثيرة في هذا المجال بالذات تتجاوز مجرد الإرهاب. لا شك في أنّ الرخاء المنبثق من هذه المنطقة بفضل موارد الطاقة، ونقاط الاختناق الحرجة التي تدعم التجارة العالمية، ومحاولة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل من هذه المنطقة أحياناً، هي كلها مصالح حيوية للولايات المتحدة وهي مصالح نتشاطرها بالتأكيد مع شركائنا في المنطقة، ونتطلع إلى مواصلة بناء علاقات عسكرية قوية فيما نتصدى لهذه المشاكل الملحة جداً في المنطقة.
شكراً جزيلاً.

مدير الجلسة: ينتهي بذلك اتصال اليوم. أود أن أشكر الجنرال فوتيل على الانضمام إلينا وأن أشكر جميع المتصلين للمشاركة. إذا كان لديكم أي أسئلة حول اتصال اليوم، يرجى التواصل مع مركز دبي الإقليمي للإعلام عبر البريد الإلكتروني DubaiMediaHub@state.gov. وبذلك ينتهي الاتصال. شكراً جزيلاً لكم جميعاً.