مكتب المتحدث الرسمي
للنشر الفوري
6 شباط/فبراير 2019
قاعة لُوي هندرسون
واشنطن العاصمة.الوزير بومبيو: صباح الخير جميعا. يا لها من مجموعة مجيدة تجتمع هنا اليوم، أشكركم جميعا لقدومكم إلى واشنطن لحضور هذا الاجتماع المهم. خلال العام الماضي، انضم خمسة شركاء جدد إلى التحالف، الذي بات يضمّ الآن 79 دولة. ونرحّب بآخر بلدين عضوين انضمّا إلى التحالف: كينيا وفيجي: مرحبًا بكم في هذا الصراع.
كما ننوّه أيضا بجهود المبعوث الجديد إلى التحالف الدولي لهزيمة داعش، السفير جيم جيفري. مرحبا بك يا جيم. جيم يعمل أيضا كممثلنا الخاص في سوريا، ونحن محظوظون بوجوده في الفريق.
وأخيرًا، أرغب أيضًا في الترحيب بالقائم بأعمال وزير الدفاع شاناهان. بات، يسرّني أن أراك من جديد. أهلا وسهلا بك.
تعلمون جميعا لماذا نحن هنا. لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدًا راهنا يتقع على عاتق جيلنا مسؤولية القضاء عليه. لقد سمّى الرئيس ترامب داعش، وأقتبس هنا، “”قتلة متعطشون للدماء،” نهاية الاقتباس، وفي ذلك كلّ الصحّة. الجلد في الساحات العامة والصلب والعبودية، رجم النساء وإجبار الفتيات في سن 13 سنة على الزواج. لقد سمعنا الكثير من القصص، كثيرا إلى الحدّ الذي بدأنا نشعر معه بتبلّد المشاعر.
الأخبار السارّة لنا جميعا أننا قد حققنا – بفضلكم جميعا – تقدّما حقيقيا وكبيرا. وقد حرّرت جهودنا المشتركة أكثر من 110 آلاف كيلومترا مربعا، وأكثر من 7 ملايين رجل وامرأة من الطغيان، وعاد أكثر من 4 ملايين نازح في العراق للعودة إلى ديارهم. هذه هي الأرقام. هذا هو العمل الجيد الذي قمنا به.
ولكنَّ وراء الأرقام، وراء البيانات، قصصا واقعية، كقصّة ياسمين الفتاة اليزيديّة التي هربت مع والديها وثمانية أشقاء من قريتهم عندما وصلت داعش إلى المدينة. لقد قتل والدها ولم يتمّ العثور على جثته. لكن الآن، بعد خمس سنوات، غدت ياسمين آمنة. لقد عادت إلى المدرسة، ويمكنها النوم في الليل ويمكنها أن تحلم. إن أناسا مثل ياسمين هم سبب وجودنا هنا اليوم. يجب ألا ننسى ذلك أبداً.
نحن نعلم جميعا – ولهذا السبب نحن هنا اليوم – نعلم أنه لا يزال أمامنا عمل كبير للقيام به. ويظهر التفجير الانتحاري الأخير في مدينة منبج أن داعش لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا حتى في الأراضي التي لا تسيطر عليها.
أريد أن أتحدث عن الأهداف الرئيسية الأربعة التي يجب أن نتبناها اليوم، والتي حددناها في بيان مشترك أصدرناه. واريد ان نتأملها سوية.
أولاً، يجب أن نلتزم مجددًا بهدف هزيمة داعش بشكل دائم. لكي يكون انتصارنا نهائيًا ودائمًا، بحيث لا يعود تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدًا لأوطاننا أو دورنا كشبكة عالمية. لا ينبغي أن يكون هناك مزيد من الملاذات الآمنة التي يمكن لداعش أن تعمل من خلالها. ويجب أن يكون غير قادر على نشر رسالته وغسل أدمغة أجيال جديدة بأيديولوجيته المقززة.
ولضمان تحقيق ذلك، يجب علينا مهاجمة الشبكات والعمليات المتبقية لداعش. نحن ندخل عصر “الجهاد اللامركزي”، لذلك ترانا بحاجة إلى أن نتأقلم بسرعة مع ذلك. إن طبيعة القتال تتغير، ونحن جميعا بحاجة إلى تعزيز قدرتنا على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع بعضنا البعض.
في هذا العصر الجديد، سيكون إنفاذ القانون المحلي ومشاركة المعلومات أمرين حاسمين. هذا هو السبب في أن إعلان الرئيس ترامب عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ليس نهاية المعركة الأمريكية. فالمعركة ستتواصل وسنقاتل إلى جانبكم. إن سحب القوات هو في الأساس تغيير تكتيكي أكثر منه تغييراً في المهمة. وهو لا يغيّر الهيكلية أو التصميم أو الصلاحيات التي استندت إليها الحملة.
إنها مرحلة جديدة في معركة قديمة. سيكون الانسحاب منسقا بشكل جيد، وأولويات سياستنا في سوريا تبقى دون تغيير.
بالإضافة إلى تركيز التحالف الشبيه بالتركيز الليزري على هزيمة داعش، نحن ملتزمون بالسلسلة التالية من الأمور. أولاً، إيجاد حلّ سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وإزالة جميع القوات التي تقودها إيران من سوريا.
مهمتنا لا تتزعزع، لكننا بحاجة إلى مساعدتكم من أجل إنجازها، تماما كما فعلنا خلال الشهور والسنوات الفائتة. ولهذه الغاية، نطلب من شركائنا في التحالف النظر بجدية وسرعة في الطلبات التي تهدف إلى مواصلة جهودنا، والتي ستصلكم قريبًا.
هدفنا الثاني هو إعادة تأكيد دعمنا لحكومة العراق في حربها ضد الإرهاب. وأودّ أن أرحبّ هنا بوزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في اجتماعنا الوزاري. دعونا نعطيه جولة من التصفيق. (تصفيق).
اليوم، يجدّد هذا التحالف التزامنا تجاه العراق وقوات الأمن العراقية التي أحرزت تقدمًا هائلاً في قدرتها على القيام بعمليات ضدّ داعش. هذه حقا أخبار جيدة.
أما الأخبار السيئة في العراق فهي أن العناوين الأخيرة تظهر أن داعش لا تزال تحتفظ بوجود حقيقي وتحاول القيام بتمرد سري. يجب أن يواصل تحالفنا دعم حكومة العراق في جهودها لتأمين المناطق المحررة في ذلك البلد. السيد وزير الخارجية، نحن معكم.
هدفنا الثالث هو رسم مسار للأمام لعام 2019 وما بعده. فمع استمرار تطور الهيكل التنظيمي لداعش، يغدو من الأهمية بمكان أن نجد طرقاً جديدة – طرق فعالة جديدة – لمهاجمتها. وهذا يعني تنفيذ خطط العمل التي طورتها مجموعات العمل الأربعة التابعة لتحالفنا. كما يعني ذلك أيضا دعم المساعدات الإنسانية وإزالة الألغام الأرضية وإحلال الاستقرار في داخل سوري.
ومن أجل مساعدة المجتمعات المحلية على إزالة الأنقاض واستعادة الخدمات الأساسية في العراق، لا بد من تأمين صندوق لدعم الاستقرار يبلغ حوالي 350 مليون دولار.
لقد اتفقنا جميعاً على أن هذه أولوية حاسمة للأمن القومي والإنساني، لذا فقد حان الوقت لنا جميعا – وليس فقط لأمريكا – لدفع أموالنا وفق تعهّداتنا. يجب على الجميع المساهمة.
يجب أن يكون أعضاء هذا التحالف على استعداد لتولّي المقاتلين الإرهابيين الأجانب ومقاضاتهم ومعاقبتهم.
من المؤكد أننا بحاجة إلى مواصلة بناء أمن استراتيجي على الحدود، وتبادل المعلومات الاستخبارية، واستهداف الشبكات المالية الإرهابية أينما وجدناها. ولمواجهة انتشار أيديولوجية إسلامية راديكالية، نحتاج إلى مواصلة الشراكة مع مؤسسات من مثل مركز الشرق الأوسط للبث (شبكة MBC) ومركز صواب.
أما هدفنا الرابع والأخير فهو تعزيز العدالة للضحايا، وضمان خضوع داعش للمساءلة عن الفظائع التي ارتكبتها. ولسوف نسمع اليوم على الغداء من اثنين من العاملين على هذا الهدف: الأولى: هي نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 18؛ والثاني هو المستشار الخاص للأمم المتحدة كريم خان. كلاهما لديهما دروس هامة وقصص مهمة ووقائع ذات مغزى يتعين على كلّ منا التأمّل فيها.
هذه هي أهدافنا الأربعة. وبالعمل معاً، أنا واثق جداً من أننا سنحقق كل واحد منها.
منذ أسابيع قليلة فقط، أكّدت في القاهرة التزام أميركا بالقضاء على داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى. وهذه هي رسالتي مرّة أخرى اليوم في واشنطن: أمريكا ستستمرّ في لعب دور قيادي في إزالة شأفة أولئك الذين سيدمروننا لو قيّض لهم ذلك.
نطلب من كل بلد من بلدانكم الوقوف معنا. ومن خلال جهودنا وبعون الله، سيأتي اليوم الذي تصبح فيه الهزيمة الدائمة لداعش حقيقة واقعة. شكرا لكم. شكرا لوجودكم هنا اليوم.
وأودّ الآن أن أدعو وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم لإعطاء بعض التصريحات الموجزة كذلك. (تصفيق).
وزير الخارجية الحكيم: سوف ألقي خطابي بالعربية، لذا كونوا مستعدين رجاء. شكراً جزيلاً لكم معالي الوزير، سيداتي وسادتي.
(بواسطة مترجم) اسمحوا لي في البداية أن أعرب عن شكري العميق للولايات المتحدة الأمريكية لاستضافتها هذا الحدث ولإعداده وتنظيمه بشكل جيد. وأود أيضا أن أعرب عن امتنان الحكومة والشعب العراقيين لكافة الدول التي ساعدتنا ولا تزال في حربنا ضدّ الإرهاب، سواء على مستوى التدريب أو العتاد أو الاستشارة لتزويد قوى الأمن العراقي بكل الوسائل الأشكال.
إن من دواعي سعادتي أن أشارك في هذا الحدث الرائع. كما أتقدم بشكر العراق، شعبا وحكومة، لأشقائنا في الكويت على دعمهم لإعادة الإعمار، باستضافة مؤتمر إعادة إعمار العراق في شباط/فبراير 2018، وأيضا للدول التي انضمت إلى هذا الجهد. كما أرحب بالسيدة نادية مراد، مبعوثة السلام، والحائزة أيضا على جائزة نوبل على جهودها لفضح جرائم داعش ومحاربة أيديولوجيتها. كما أرحب بوجود السيد كريم خان وأشكركم على جهوده في جمع الأدلة حول الجرائم التي ارتكبتها داعش.
سيداتي وسادتي، يحصل العراق على دعمه أساسا من خلال وحدة شعبه وسلامة أراضيه. وقد تمكن من استعادة سلامه وأمنه بمساعدة التحالف بعد فترة صعبة للغاية راهن الكثير على أننا لن تتمكن من التغلب عليها. وقد قام العراق بإجراء أول عملية انتخابات تجري في العراق وفي مواعيدها المحدّدة، وهو مصمّم على محاربة الفساد وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين في كلّ المدن والمناطق والمحافظة على الرخاء الاقتصاد وعودة المهجَّرين إلى ديارهم ومناطقهم. وإنني أدعو العالم بأكمله مساعدة العراق في محاربة خلايا داعش النائمة في كافّة أرجاء البلاد وفي إعادة المناطق المحرّرة على ما كانت عليه، لكي لا يربح الإرهاب المعركة.
السيدات والسادة، اليوم، بفضل جهودنا وتضحياتنا، نعمل معاً على الانتقال من العمل العسكري إلى العمليات الأمنية والاستخباراتية من أجل الحفاظ على بيئة آمنة لعودة النازحين داخلياً. لقد قامت قواتنا الأمنية بعمليات أمنية استباقية أحبطت فيها مجموعة من الهجمات الإرهابية. واستناداً إلى ذلك، تأمل حكومتي من التحالف الدولي الاستمرار في تقديم الدعم لقوى الأمن العراقية في مجال التدريب والمعدات النوعيين والوقوف إلى جانب العراق في حربه العادلة التي يستمرّ في القيام بها نيابة عن العالم بأسره. إن الأمن والسلام والاستقرار في العراق جزء من الاستقرار والسلام في العالم.
ويرحب العراق بالجهود التي يبذلها التحالف الدولي في العراق، والتي بلغت ذروتها في هزيمة الإرهاب، ويؤكد من جديد أهمية مراعاة المبادئ الأساسية التي بني عليها التحالف الدولي، والتي تتضمّن قبل كلّ شيء الاحترام الكامل لوحدة وسلامة الأراضي العراقية، وأن تتمّ جميع العمليات بمعرفة حكومة العراق وبالتشاور مع قوات الأمن العراقية ومع الاحترام الكامل للدستور العراقي وامتثال العراق لميثاق الأمم المتحدة.
وفي السياق نفسه، نشدّد على أهمية تكثيف جهود التحالف في الحرب ضد الإرهاب في سوريا وضمان عدم عودته، بينما نأخذ بالحسبان أيضا احترام وحدة وسلامة الأراضي السورية من أجل المحافظة على انتصار العظيم الذي حقّقناه أيضا ضدّ الإرهاب العابر للحدود. كما نحث الدول الشقيقة على الحفاظ على تعهداتها خلال مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في الكويت في شباط/فبراير 2018.
سيداتي وسادتي، إن أحد أهم جوانب عودة الاستقرار إلى العراق هو التخلص من الألغام والألغام الأرضية وبقايا المعدات، لأن ذلك سوف العودة الآمنة للنازحين، وهو ما يتطلّب جهود كلّ الأطراف المعنية ودعمها التقني في هذا المجال. ونرحّب هنا بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ولا سيما دائرة الإجراءات المتعلقة بالألغام والمنظمات غير الحكومية في هذا الصدد.
أما وقد بدأت الآن مرحلة جديدة بعد هزيمة الإرهاب، فإن العراق مصمّم، بمساعدة المجتمع الدولي، على تحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضدّ الشعب العراقي، وبخاصة ضدّ الجماعات العرقية والدينية في العراق. ووفقًا للآلية الدولية، التي أنشأها مجلس الأمن الدولي بالقرار رقم 2379 في عام 2017، فإن الاستقرار ودحر داعش في العراق هما عاملان مهمان جدًا في تحقيق العدالة الحقيقية، بالإضافة إلى احترام سيادة العراق وأنظمته القضائية في جميع مراحل العدالة الجنائية.
سيداتي وسادتي، في هذا الصدد، ينسّق العراق جهوده مع السيد كريم خان من أجل تسهيل مهمته وفقا للصلاحيات الممنوحة له ومع احترام النظام القضائي والقانوني في العراق. ونحن ندعو التحالف لتقديم الدعم اللوجستي والتقني في الدعم المحلي الجهود العراقية لجعل تنظيم داعش مسؤولا عن أفعاله التي ترقى إلى درجة جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية والإبادة الجماعية. وفي الختام، أعيد التأكيد على شكري العميق للولايات المتحدة ولكم شخصيا، سيدي الوزير، لاستضافتكم هذا المؤتمر، وإلى دول التحالف على الدعم الذي قدموه لنا. إننا نقدّر عاليا عمل جميع اللجان المنبثقة من هذا الحدث، ونشكركم جزيل الشكر.