جرينبلات وهوك: السلام الإسرائيلي الفلسطيني سيكون أسوأ كابوس لإيران

بقلم جيسون دي. جرينبلات، وبراين اتش. هوك
نُشر مقال الرأي التالي في الأصل على موقع فوكس نيوز على الإنترنت في 30 يوليو 2019.]

تحدث المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في الأسبوع الماضي عن دعم إيران لحركة حماس الإرهابية الفلسطينية. وقال إن السبيل لمواجهة ما يُسمى بخطة سلام ’صفقة القرن‘ لحكومة ترامب هو منح الفلسطينيين ’إحساسًا بالتقدم‘، مشيرا إلى أنه “منذ سنوات ليست بالعديدة، كان الفلسطينيون يقاتلون بالحجارة، لكنهم اليوم … مجهزون بصواريخ فائقة الدقة، وهذا يعني إحساسًا بالتقدم.”كان هذا مثالا آخر على رؤية إيران المشوّهة للشعب الفلسطيني – وهو مثال لا يقدم سوى المزيد من العنف والدمار واليأس.وعلى النقيض من ذلك، عُرضت في البحرين في الشهر الماضي رؤية مُبشّرة ومختلفة تمامًا قوامها السلام والازدهار للشعب الفلسطيني. فقد اجتمع أكثر من 300 من قادة الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني في ورشة عمل ’السلام من أجل الازدهار‘ للنقاش وعرض الآراء حول الرؤية الاقتصادية لحكومة ترامب للفلسطينيين والمنطقة.

أثار تجمع المشاركين قدرا كبيرا من الحماس المتجدد لتحسين حياة الفلسطينيين وإحلال السلام وجلب الفرص في المنطقة، وهو ما لا يمكن أبدًا أن يحققه العدوان الإيراني.

لقد استغل النظام الإيراني النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود من الزمن – مستفيدًا من الفوضى والعنف والبدائل المؤقتة غير الفعالة لتعزيز أنشطته الخبيثة ونفوذه في المنطقة.

من الواضح أن إيران تستثمر بقوة لترى هذا النزاع مستمرًا. فالنظام الإيراني يقدم 100 مليون دولار سنويًا لدعم الجماعات الإرهابية الفلسطينية، بما فيها حماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. ولا شيء من هذه الأموال يذهب إلى الإغاثة الإنسانية.

إن استمرار النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يفيد طموحات النظام الإيراني التوسعية. فالإرهاب والتلصص الخبيث يشكلان السياسة الخارجية لإيران– وهما حماقتان خطيرتان تتطلبان الانتباه الكامل من المنطقة.

لقد مكّنت هذه الجماعات الإرهابية العديد من الهجمات الفتاكة التي نشأت من غزة والضفة الغربية / يهودا والسامرة وسوريا ولبنان – بما في ذلك الهجمات ضد الإسرائيليين وقوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء وحتى المواطنين الأميركيين.

وفي حين أن دعم النظام الإيراني للجماعات الإرهابية الفلسطينية يعزز مصالحه الاستراتيجية الخاصة ويهدد بشكل مباشر إسرائيل والدول العربية الأخرى في المنطقة، إلا أنه يكلّف ثمنا باهظا على حساب أمن الفلسطينيين ورفاههم الاقتصادي.

إذ يعاني الفلسطينيون في غزة في ظل حكم شركاء إيران الإرهابيين، وخاصة حماس وشريكتها في الإرهاب، حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. فتحت حكم حماس، يفتقر الفلسطينيون في غزة إلى الطاقة الكهربائية والمعدات والتجهيزات واللوازم الطبية المناسبة، ويعانون من أعلى معدلات البطالة في العالم، وغالبًا ما يتم استخدامهم حتى كدروع بشرية.

ونظرًا لأن النظام الإيراني يعطي الأولوية لتمويل الجماعات الإرهابية الفلسطينية، فمن الواضح أنه لا يفي بالتزاماته المعلنة المتمثلة في مساعدة الفلسطينيين مباشرة.

لقد كانت ورشة العمل في البحرين ناجحة. إذ أظهر الحاضرون والمشاركون رغبة في التحلّي بعقل متفتح واستكشاف أفكار جديدة وبناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا للفلسطينيين وللمنطقة.

كما أكدت ورشة العمل على التناقض الصارخ بين هذه الرؤية الرامية لتحقيق مستقبل مزدهر ومفعم بالأمل وهو ما نسعى إليه، وتلك الرؤية الأخرى التي غاصت في أوحال الصراع والعنف والتي يكدّ ويجتهد النظام الإيراني أكثر من أي وقت مضى لتعزيزها وترويجها.

لقد رفض المشاركون في ورشة العمل بوضوح رؤية إيران وتمسكوا بمستقبل مفعم بالأمل والازدهار. وبدأوا حوارا جديدا في العالم العربي حول مستقبل للإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يكون باعثا على التغيير والتحول – نحو الاستقرار والأمن والفرص الرائعة للرخاء والازدهار.

إن عدوان النظام الإيراني في المنطقة قد جمع الدول العربية وإسرائيل معًا بدرجة غير مسبوقة، وخلق تعاونًا يمكن أن يساعد في نهاية المطاف على دفع التقدم الدبلوماسي في مجالات أخرى، بما في ذلك جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

لم يعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني – إنْ كان كذلك فيما مضى – هو الصراع الأساسي في المنطقة. وكما قال خالد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، مؤخرًا، “إذا لم يكن لإيران تواجد – متمثل في الجنود الإيرانيين، والأموال، ودعم حماس والجهاديين الذين يسيطرون على غزة – لكنا أقرب إلى تحقيق سلام أفضل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.”

فالنظام الإيراني هو المهيّج الأساسي الذي يشكل تهديدًا مباشرا للأمن الإقليمي والدولي. واستمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يفيد طموحات النظام الإيراني التوسعية. فالإرهاب والتلصص الخبيث يشكلان السياسة الخارجية لإيران – وهما حماقتان خطيرتان تتطلبان الانتباه الكامل من المنطقة.

إن من شأن حل النزاع أن يسرّع ويسهل التقدم بين إسرائيل والمنطقة، والذي بدوره سيفيد الفلسطينيين أيضًا. لقد اتفق قادة الحكومات والمديرون التنفيذيون والاقتصاديون على أن الرؤية الاقتصادية التي كشفت عنها حكومة ترامب مؤخرا – مقترنة بخطة سياسية قادمة – ستضع المنطقة على مسار أكثر أمنا وسلاما وازدهارا.

يجب أن يقف العالم مع رؤية السلام التي تتبناها حكومة ترامب، وإلى جانب الأجيال القادمة من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين عانوا من ويلات هذا الصراع المستمر منذ عقود. ينبغي أن يتحد العالم ضد أنشطة إيران التجارية والإرهابية غير المشروعة.

الأمر ببساطة: اتفاق سلام شامل ناجح بين إسرائيل والفلسطينيين هو من بين الأدوات المهمة التي نملكها للمساعدة في تحقيق الاستقرار الإقليمي ومنع الإرهاب الإيراني. إنه سيكون أسوأ كابوس لإيران.

براين اتش. هوك هو الممثل الأميركي الخاص بشأن إيران ومستشار رفيع لوزير الخارجية مايك بومبيو.