نرسل أنا وزوجتي جيل أطيب تمنياتنا إلى كل من يحتفلون بعيد الأضحى. تخلد تقاليد العيد ذكرى قصة إخلاص إبراهيم وأسرته المطلق لله وكذلك تذكر بأهمية الإيثار والصدقة وتقديم الخدمة للمساكين.

وإن البيت الأبيض في هذه السنة، ولأول مرة، يحتفل بعيد الأضحى مع تجمع لقادة الجالية المسلمة تستضيفه نائبة الرئيس كاملا هاريس والرجل الثاني دوغلاس إمهوف. ونحن في الولايات المتحدة فخورون بأن تكون موطنا لملايين المسلمين الذين يثرون النسيج الثقافي لأمتنا ويساهمون في ازدهارنا المشترك. كما نقدر المساهمات التي لا تعد ولا تحصى التي يقدمها المسلمون الأمريكيون لمجتمعنا، من التعليم والرعاية الصحية إلى الأعمال التجارية والخدمات العامة، إذ أن وجودهم يعزز التزامنا بالتنوع وكذلك الشمول والحرية الدينية.

ودعونا، عندما نجتمع مع الأحباء وننخرط في أعمال العبادة والأعمال الخيرية وخدمة المجتمع خلال هذه المناسبة المقدسة، نجدد التزامنا بالقيم التي تربطنا معا: التعاطف والتراحم والاحترام المتبادل. وهذه المبادئ هي جوهر الإسلام والروح الأمريكية.

وفي الوقت الذي يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بالعيد، يقوم أكثر من مليون حاج بإداء واجباتهم الدينية على نحو سلمي في الحج، على جبل عرفة وبمكة في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك الآلاف من المسلمين الأمريكيين، وهنا في أمريكا، نشارك في العمل بتجديد التزامنا بالسعي لتحقيق السلام وعالم أفضل للجميع. ويجمع الحج الناس من كل قارة وحدب وصوب، تاركين ممتلكاتهم الدنيوية ويرتدون زي الإحرام الأبيض البسيط بروح من المساواة. وهذه الفكرة مشابهة لتلك التي بُنيت عليها أمتنا، وإننا جميعنا متساوون في الخلق، ولنا الحق في الحياة وكذلك الحرية والسعي وراء السعادة.

كما أتمنى أن تجلب روح عيد الأضحى الفرح وكذلك السلام والوحدة لقلوبكم وبيوتكم. ونتطلع إلى الترحيب بحجاجنا المسلمين الأمريكيين الذين حصلوا على لقب “حاج”. نتمنى لهم والمسلمين في جميع أنحاء العالم عطلة سعيدة وهادئة. عيدكم مبارك!